في إطار النظام العمالي السعودي، يأتي الباب المفتوح لفهم طبيعة العمل في المنشآت وتحديد ساعات العمل المناسبة لها. ومن بين الأحكام التي تتيح لصاحب العمل إمكانية تنظيم ساعات العمل في منشأته، نجد المادة المائة التي تفرض شروطاً معينة على زيادة ساعات العمل بالتناوب.
تسمح المادة المائة لصاحب العمل - بشرط الحصول على موافقة الوزارة المعنية - بزيادة ساعات العمل عن الحد المعتاد في اليوم أو الأسبوع. ولكن، هذه الزيادة تخضع لشروط صارمة لضمان حماية حقوق العمال وضمان سلامتهم الصحية والنفسية.
أول شرط يفرضه النظام هو عدم تجاوز متوسط ساعات العمل خلال ثلاثة أسابيع عن ثماني ساعات يومياً أو ثمان وأربعين ساعة أسبوعياً. هذا الشرط يهدف إلى منع استغلال العمال وضمان استقرار وضعهم الصحي والنفسي من خلال منحهم فترات راحة منتظمة.
من الجوانب الإيجابية لهذا النظام أنه يعطي المرونة لبعض الصناعات أو القطاعات التي تتطلب عملية مستمرة على مدار الساعة، مثل الصناعات الثقيلة أو الخدمات الطبية. بفضل هذا النظام، يمكن للمنشآت الحفاظ على استمراريتها دون الحاجة للتوقف أو الانتظار على حساب إنتاجيتها.
مع ذلك، يجب أن يتم تنفيذ هذه الاستثناءات بحذر شديد وتحت إشراف ومتابعة دقيقة من الجهات الرسمية المختصة، لضمان عدم انتهاك حقوق العمال والحفاظ على مستويات السلامة والصحة المهنية.
باختصار، المادة المائة من نظام العمل السعودي تمثل استثناءً مهمًا يمنح الصاحب العمل مرونة في تنظيم ساعات العمل، ولكنها في الوقت نفسه تفرض قيودًا صارمة لحماية حقوق العمال وضمان سلامتهم وصحتهم.