في إطار تنظيم العلاقة بين العمال وأصحاب العمل، تحمل المواد القانونية دوراً بارزاً في تحديد الحقوق والواجبات لكل من العامل وصاحب العمل. ومن بين هذه المواد، تبرز المادة السابعة والثمانون من نظام العمل السعودي كمثال على الاستثناءات التي يجب فهمها وتطبيقها بعناية.
ينص المثال المذكور في المادة السابعة والثمانون على استثناء المكافأة الكاملة للعامل في حالات معينة. وأول هذه الحالات هي ترك العامل العمل نتيجة لقوة قاهرة خارجة عن إرادته. هنا يظهر دور مصطلح "قوة قاهرة" الذي يُفهم على أنه الظروف أو الأحداث التي لا يمكن توقعها أو منعها، والتي تجبر العامل على ترك العمل دون أن يكون لديه خيار آخر. على سبيل المثال، يمكن أن تتضمن قوة قاهرة الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات أو الزلازل، أو حوادث غير متوقعة مثل الحرائق أو الانهيارات الأرضية.
من الجدير بالذكر أن هذا الاستثناء يحمي حقوق العامل في حالات الطوارئ التي تفوق السيطرة البشرية، مما يجعله مهماً لضمان العدالة والإنصاف في بيئة العمل.
أما الاستثناء الثاني المشار إليه في المادة، فيتعلق بحالات تنازل العاملة عن العمل نتيجة لأحداث شخصية معينة. ففي حال انتهاء العقد خلال ستة أشهر من تاريخ عقد زواجها، أو ثلاثة أشهر من تاريخ وضعها، تستحق العاملة المكافأة الكاملة.
يتضح هنا دور القانون في حماية حقوق العاملات في مراحل حياتية حساسة، مثل فترة الزواج أو الحمل والإنجاب. وهذا يعكس الاهتمام بتوفير بيئة عمل مشجعة وداعمة للمرأة، مما يسهم في تعزيز المساواة في فرص العمل وتحقيق التنمية المستدامة.
باختصار، فإن فهم المادة السابعة والثمانون من نظام العمل السعودي يتطلب فهماً دقيقاً للحالات التي تستثنى فيها المكافأة الكاملة للعامل. وتطبيق هذه الاستثناءات بشكل صحيح يسهم في تعزيز العدالة والانصاف في بيئة العمل، وضمان حماية حقوق كل العمال بما يتماشى مع مبادئ العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.