عند مناقشة قضايا العمل وحقوق العمال، لا بد من النظر إلى التشريعات التي تحكم هذا المجال وتحدد الإطار القانوني الذي يحدد فيه حقوق العمال وواجباتهم. من بين هذه التشريعات، نجد المادة التاسعة والتسعون من نظام العمل السعودي، التي تناولت فيها تنظيم ساعات العمل في القانون السعودي للعمال والتي تعد من أبرز القضايا التي تهم العمال وأصحاب العمل على حد سواء.
تنص المادة التاسعة والتسعون على إمكانية زيادة أو تخفيض ساعات العمل المحددة في المادة الثامنة والتسعين من النظام إلى تسع ساعات في اليوم الواحد لبعض فئات العمال، أو في بعض الصناعات والأعمال التي لا يشتغل فيها العامل بصفة مستمرة. وفي الوقت نفسه، يمكن تخفيض ساعات العمل إلى سبع ساعات في اليوم الواحد لبعض فئات العمال أو في بعض الصناعات والأعمال الخطرة أو الضارة. وتحدد الفئات العمالية والصناعات والأعمال المشار إليها في هذه المادة بقرار من الوزير.
تلك القاعدة تبرز أهمية توفير بيئة عمل آمنة ومريحة للعمال، حيث يمكن زيادة ساعات العمل في بعض الحالات التي لا تشترط استمرارية العمل، بينما يجوز تخفيضها في الحالات التي تنطوي على مخاطر خطيرة لصحة العامل أو على البيئة. هذا النهج يعكس التوازن الذي يسعى القانون لتحقيقه بين مصلحة أصحاب العمل ومصلحة العمال.
من الجدير بالذكر أن هذه القاعدة ليست نهائية وجامدة، بل يترك المجال للوزير لتحديد الفئات العمالية والصناعات والأعمال التي تنطبق عليها هذه الزيادة أو التخفيض، مما يسمح بمرونة في تطبيق القانون وتجاوبه مع احتياجات السوق والظروف المحلية.
تظهر المادة التاسعة والتسعون من نظام العمل السعودي كمثال جيد على كيفية تنظيم ساعات العمل بطريقة تحقق التوازن بين مصلحة أصحاب العمل والعمال، مع مراعاة الظروف الخاصة لكل صناعة أو نوع من الأعمال.