تحقيق العدالة في العمل من أولى الأولويات , حيث تمثل المواثيق القانونية والتشريعات العملية أساسًا حيويًا لضمان عدالة واستقامة العلاقات العملية بين أرباب العمل والعمال. واحدة من هذه المواثيق التي تبرز بأهميتها البالغة في ساحة العمل السعودية هي المادة الثامنة والتسعون من نظام العمل السعودي. تتضمن هذه المادة تنظيمات دقيقة تهدف إلى حماية حقوق العمال وتعزيز مستويات العدالة والمساواة في بيئة العمل وتساعد على الوصول الى أكبر قدر من تحقيق العدالة في العمل.
تنص المادة الثامنة والتسعون على أنه لا يجوز تشغيل العامل بصورة فعلية لفترة تزيد عن ثماني ساعات في اليوم الواحد، إذا كانت الاعتمادات على المعيار اليومي، أو لفترة تزيد عن ثمانية وأربعين ساعة في الأسبوع، في حال اعتماد المعيار الأسبوعي. يأتي هذا الإجراء تأكيدًا على الحق الأساسي للعمال في الحصول على فترات راحة كافية بعد جهودهم الدؤوبة في ساحة العمل، والتي تعتبر أساسية للحفاظ على صحتهم الجسدية والعقلية وتعزيز إنتاجيتهم.
علاوة على ذلك، تقدم المادة الثامنة والتسعون تسهيلات خاصة خلال شهر رمضان الكريم، حيث تخفض ساعات العمل الفعلية للمسلمين. وفقًا لتلك القاعدة، لا يجب أن تتجاوز ساعات العمل اليومية خلال شهر الصوم الست ساعات، أو ست وثلاثين ساعة في الأسبوع، مما يعكس الاهتمام البالغ من النظام برعاية وتقديم الدعم للموظفين المسلمين خلال هذا الشهر الفضيل.
تبرز أهمية هذه المادة في تعزيز مفهوم العدالة والمساواة في بيئة العمل، حيث تحد من إمكانية استغلال العمال وتجاوز حقوقهم. إنها إجراءات قانونية تعكس التزام المملكة العربية السعودية بتعزيز حقوق العمال وتوفير بيئة عمل مواتية تحافظ على كرامتهم ورفاهيتهم.
، فإن المادة الثامنة والتسعون من نظام العمل السعودي تمثل عنصرًا أساسيًا في بناء علاقات العمل العادلة والمستدامة و تحقيق العدالة في العمل، وتعكس الرؤية الحكيمة للمملكة في تطوير بيئة عمل تعزز العدالة وتحترم حقوق الجميع.