المادة الثانية والأربعون من نظام العمل السعودي تمثل جزءًا أساسيًا من الإطار التشريعي الذي يهدف إلى تحسين الوضع الوظيفي للعمال السعوديين وتمكينهم من المشاركة بشكل أكبر في سوق العمل. تنص هذه المادة على واجب صاحب العمل في إعداد عماله السعوديين وتطوير مهاراتهم وكفاءاتهم في مختلف المجالات الفنية والإدارية والمهنية، بهدف استبدال تدريجي للعمال غير السعوديين في الوظائف التي يمكن أداؤها بنجاح من قبل العمال السعوديين.
تأتي هذه المادة استجابة لرؤية واضحة لتعزيز القدرات الوطنية وتوفير الفرص العملية للمواطنين السعوديين، حيث يتوجب على أصحاب العمل إعداد خطط وبرامج تدريبية وتطويرية متخصصة لرفع مستوى العمالة السعودية وتمكينها من تولي المناصب الرئيسية في سوق العمل.
بموجب هذه المادة، يجب على أصحاب العمل إعداد سجلات تحتوي على تفاصيل العمال السعوديين الذين تم توظيفهم لاحتلال مواقع سابقة كانت مشغولة بالعمال غير السعوديين، مع ضرورة الالتزام بالشروط والقواعد المحددة في اللوائح العملية. تأتي هذه الإجراءات في إطار جهود الحكومة السعودية لتحقيق التوازن في سوق العمل وتحفيز قطاع الأعمال على استثمار في تطوير وتدريب الكوادر السعودية، مما يعزز الاستقلالية الوظيفية للمواطنين ويسهم في رفع مستوى الاقتصاد الوطني.
تجسد هذه المادة إحدى السياسات الحكومية الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التوطين في سوق العمل السعودي، وهي خطوة هامة نحو بناء مجتمع عمل قوي ومستقر يعتمد على موارده البشرية السعودية المؤهلة والمدربة.