تعتبر الموارد البشرية أحد أهم العناصر في تحقيق التنمية والازدهار الاقتصادي في أي دولة، وتأتي سياسات العمل والتوظيف كأحد الوسائل الرئيسية لضمان استفادة قصوى من هذه الموارد. في هذا السياق، تأخذ المملكة العربية السعودية خطوات جادة نحو تنظيم سوق العمل من خلال إصدار نظام العمل الذي يحدد حقوق وواجبات العاملين وأصحاب العمل.
تأتي المادة الثامنة والثلاثون من نظام العمل السعودي لتوضح قاعدة مهمة تتعلق بالتوظيف والعمل، حيث يُلزم صاحب العمل بعدم توظيف العامل في مهنة غير المهنة المدونة في رخصة عمله. وتأتي هذه القاعدة لضمان التناغم بين احتياجات سوق العمل ومهارات العمال، وبالتالي تعزيز فعالية العمل وجودة الأداء.
وفي سياق متصل، يُحظر على العامل الاشتغال في مهنة غير مهنته المدونة في رخصة العمل قبل اتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة لتغيير المهنة. هذا الإجراء يهدف إلى تسهيل تغيير المهنة بشكل قانوني ومنظم، مما يحقق استقراراً في سوق العمل ويساهم في تحسين فرص العمل للعمال.
يعكس ترتيب المادة الثامنة والثلاثين من نظام العمل السعودي التزام الدولة بتوفير بيئة عمل عادلة ومستقرة، حيث يتمحور التشريع حول الضوابط والقوانين التي تحدد حدود التوظيف وتنظيم الأنشطة المهنية. وبذلك، تسهم هذه المادة في تحقيق توازن بين احتياجات سوق العمل وتوفير فرص عمل مناسبة للعمال، مما يعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة.