تُعد المادة الثانية والثلاثون من نظام العمل السعودي إحدى الأركان الأساسية التي تحدد شروط وضوابط ممارسة العمل لغير السعوديين في المملكة. يأتي هذا النظام في إطار جهود تنظيم القوى العاملة وتحقيق التوازن بين احتياجات السوق ومهارات الوافدين، مع الحرص على توفير الفرص الوظيفية للمواطنين السعوديين.
أولًا، يُشدد على أنه لا يُسمح لأي وافد بممارسة أي نشاط عملي داخل المملكة دون الحصول على رخصة عمل صادرة عن الوزارة المختصة. يأتي هذا الإجراء لضمان توجيه القوى العاملة الأجنبية إلى المجالات التي تحتاج إليها المملكة وفقًا للحاجة السوقية.
شروط الحصول على رخصة العمل تتضمن عدة نقاط أساسية. أولاً وقبل كل شيء، يجب على الوافد أن يكون قد دخل المملكة بصورة قانونية وأن يكون لديه إذن لممارسة العمل. كما يجب أن يكون الوافد من ذوي الكفايات المهنية أو المؤهلات الدراسية التي تلبي احتياجات السوق العملية في المملكة.
ثانيًا، يتوجب على الوافد أن يكون متعاقدًا مع صاحب العمل وأن يكون تحت مسؤوليته. هذا الشرط يهدف إلى ضمان وجود ترتيبات قانونية وعملية فعّالة بين العامل وصاحب العمل، وذلك لتجنب أي تجاوزات أو مشكلات قانونية تتعلق بالعمل.
تُعرَّف كلمة "العمل" في هذه المادة بشكل واسع لتشمل جميع الأنشطة الاقتصادية والخدمية، سواء كانت صناعية، تجارية، زراعية، مالية أو غيرها. تشمل هذه التعريفة أيضًا الخدمات المنزلية، مما يضمن تطبيق النظام على نطاق واسع يشمل جميع القطاعات.
باختصار، يسعى نظام العمل السعودي إلى ضمان استخدام القوى العاملة الأجنبية بشكل فعّال وفقًا لاحتياجات السوق المحلية، مع ضمان حقوق العاملين وتحفيز توظيف المواطنين السعوديين. من خلال هذه السياسات والضوابط، تعزز المملكة التوازن في سوق العمل وتسهم في تعزيز التنمية المستدامة.